وماذا إذا حلت الحرب العالمية الثالثة؟
لست آبه للصّواريخ النووية، ولست آبه لروبوتية المُسيّرات والتقنيات الستلايتية من الفضاء، لست آبه لطلقات الطاقة اللّيزَريةِ والفوق بنفسجية، لست آبه لكلابٍ من حديدٍ تُحرِّكُ مِدفعاً منصوباً عليها يطلق على كلِّ من تحرّك ببرمجية الذكاء الصناعي، ولست أظن أن أيِّ دفاعاتنا تردع قنّاصةً من الطيارات الذكية على قائيدينا، كلُّ ما أقلق لأجله أن وقت اندلاع الحرب العالمية، يتوقف عمل الأمَمِ المتحدة، وينشغل "العالم الأول" لصراعاته القارّيّة المُدَخَّمَةِ بمفاجئات التكنولوجيا وقوَّتها وأخطارها، ويستيقظ العالم الثالث على قانون غابٍ ما فيه رادع، فَتَغدو حدودُ الدُّوَل أوهاماً على ورق ليس لها حصانة، فلكلِّ ذِي مَطمَعٍ فرصة.
ونحن ما أعدَدْنا لفرصةٍ لنا لِدَرعِ الطَّامٍعين عنّا، ما يُخِيفُني من إحلال الحرب العالمية الثالثة ليس فناء الأنسانية، بل بقائُها بعد أن ترى إسرائيل فرصَتَها لِتَغْزو ما تَقدِر خلال انشغال النظام العالمي بمخاوف الفناء الحربي بين الصين وروسيا وأمريكا وأتباعها، وَ تَذَكَّر أنّ احتلال بلادنا في الهلال الخصيب بدأ تحت غمامة الحرب العالمية الأولى وأهوال بريطانيا، وأنَّ تَطْويقَ فلسطين باسم الصهيونية قد حصل تحت ضباب الحرب العالمية الثانية.
تَغافُلُ المجتمع الدولي لأولوياته فرصة يغتنمها المُتَسَلِّحون لمغناهم، فخوفي في الحرب العالمية الثالثة أن يَستَسْئِدَ ذَوي السّلاح على ذَوي السَّلام فلا نرا عراقاً ولا أردناً ولا فلسطيناً ولا لبناناً ولا سيناءً، بل حقيقةٌ جديدةٌ بإسرائيل ليس لها رادع. واسِعَةُ المساحة تَلتَهم كُلَّنا، وهجرَةٌ جديدَةٌ تٌصَدِّرُ عمليَّة سلامّ جديدةٍ تَخطُّ العَنوانين الصحائف لعقودٍ قادمة. تذكّر أن احتلال أرضٍ من فلسطينَ كان مفاجِئاً بين يومٍ وضحاه، ويومٌ وضحاهُ مُمكِنٌ أن يُعاد في غَيَاهِبِ ظروفِ المجتمع الدَّولي.
كلّما أقرأ عن سلاح جديد انتجته تكنولوجيا العصر لا أكنف أن أفكر بكيف لنا ردعه إن هلَّ علينا، فماذا أعدَّت بِلادُنا لرَدع هذا السيناريو الأسود؟ ما لَنا لِنَعمَلَ لهُ الآن؟ فلنا أن نفطن أن صورة العالم السياسة هي في تغيّرٍ مستمر والحدود التي رسمت قبل ٨٠ عام فقط ليست أبدية وما هي إلا هدوء موضعي هشيش بين ملحميات الزلازل السياسية والحروب.
-Child of Handala